بعد انطلاق ثورة الكرامة والحرية بثلاثة أيام فقط كان الموعد مع أول شهيد من شهدائنا الأبرار في الثامن عشر من آذار 2011، والذي ارتقى في مظاهرات مدينة درعا بعد مواجهتها بالرصاص الحي من قبل نظام القتل والإجرام، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمده وشهداء ثورتنا المباركة جميعاً بواسع رحمته.
ومنذ الأيام الأولى للمظاهرات السلمية اتبع النظام الخيار الأمني لقمعها وذلك عبر إرسال ميليشياته الإجرامية المسلحة لقتل المتظاهرين واختطافهم واعتقالهم.
لقد انطلقت المظاهرات السلمية بأعداد كبيرة وعبّرت بطريقة حضارية عن مطالبها المحقة بإطلاق الحقوق والحريات وإنهاء كل أشكال الفساد والاستبداد، وعمت كافة أنحاء البلاد منادية بشعارات الحرية والكرامة ووحدة الشعب السوري بكل مكوناته، وقد شاهد العالم سلمية تلك المظاهرات التي عبّرت عن أصالة الشعب السوري وحضارته، ورغم ذلك فقد واجه نظام الحقد والإجرام تلك السلمية بوحشية منقطعة النظير فتتالت قوافل الشهداء وامتلأت السجون بالمعتقلين. وبعد أن رأى الشعب السوري إجرام النظام وهمجيته رفع سقف مطالبه وبدأت جموع المتظاهرين تهتف بإسقاط النظام لأنها أيقنت أنه لا أمل من تحقيق أي إصلاح أو تقدّم مع بقاء هذا النظام. فازدادت وحشية النظام واستعان بجيشه الذي نزل بسلاحه الثقيل إلى المدن لمواجهة الشعب بدلاً من حمايته فسجّل بذلك اسمه في صفحات الذل والعار بعد أن حوّله النظام إلى أداة للقتل والإجرام. وعلى مدار عشر سنوات تتابعت قوافل الشهداء صعوداً إلى المجد والعلياء لتكتب بدمائها تاريخاً مشرقاً لشعب فضل الموت على الذل والهوان.
تلك هي قصة شعبٍ كان يحلم بمستقبل أفضل كي يحيا أبناؤه بكرامة وسلام، فكان على موعد مع الموت والعذاب ليصبح في منزلة الشهداء والصابرين. وبعد كل التضحيات العظيمة التي كان ثمنها الأرواح والدماء، وأمام هذا الصمود الأسطوري لابد أن يحين الموعد مع النصر آجلاً غير عاجل، وستنهار كل قوى الاستبداد والطغيان الغاشم أمام إرادة هذا الشعب البطل.
وبهذه المناسبة، نجدد عهد الولاء والوفاء لثورتنا المجيدة وشهدائنا الأبرار وشعبنا الحر الأبي، ونعاهدهم على أننا سوف نمضي معاً في درب النضال الثوري الذي مضى به شهداء الثورة وأحرارها، ولن نرتضي بديلاً عن إسقاط النظام المجرم بكافة رموزه، وإطلاق سراح المعتقلين وعودة المهجّرين وتأمين حياة كريمة لشعبنا في سوريا حرة تكون دولة للمواطنة والقانون واحترام حقوق الإنسان.
الحكومة السورية المؤقتة
للاطلاع على البيان أضغط هنا
الدائرة الإعلامية في الحكومة السورية المؤقتة