كتب عبد الرحمن مصطفى رئيس الحكومة السورية المؤقتة في موقع "تلفزيون سوريا" مقال بعنوان " في ذكرى الثورة.. الشعب يصنع المعجزات" ويأتي هذا المقال بمناسبة الذكر 11 لانطلاق الثورة السورية العظيمة جاء فيه:
قبل 11 عاما، وفي الشهر ذاته الذي كان يتباهى فيه بشار الأسد بانقلاب حزب البعث عام 1963 أو كما يطلق عليها الانقلابيون "ثورة الثامن من آذار" خرجت الثورة السورية لتنسف كل مزاعم البعث، وتؤكد أن الدولة المدنية التي سلبتها اللجنة العسكرية للحزب آنذاك، لابد أن تعود مهما طال الزمن.
يتكرر ذات المشهد اليوم، لكن بشكل أكثر فجاجة وأوضح عمالة، إذ يفاخر بانتصارات وهمية على الشعب الذي أحرق كل المراكب خلفه، ليخرج هذا الشعب العظيم محتفلا بذكرى ثورته المباركة ويؤكد أن الأسد الابن لم يستطع لا هو ولا الدول التي استجلبها لإبادة السوريين بواسطة عشرات الميليشيات الإيرانية ومرتزقة فاغنر الروسية وتنظيم pkk الذي يعتبر الحليف التاريخي للأسد الأب، أن يكسروا إرادتهم أو يحققوا أي انتصار حقيقي.
في المعارك العسكرية، كثيرا ما تحدث تغييرات في مواقع السيطرة، لكنها ليست مؤشرا على الانتصار أو الانكسار، فالمؤشر الحقيقي هو بقاء الإرادة أو كسرها، وإننا إذ نشاهد الشعب السوري العظيم بإرادته الثابتة وعزيمته وإصراره على مواصلة ثورته حتى نيل الحرية كاملة غير منقوصة، فإن هذا أكبر برهان أن نظام الأسد لم ولن ينتصر.
إن الأنظمة الاستبدادية التي وقفت إلى جانب نظام الإبادة في دمشق، أرادت أن تعطي درسا لشعوبها، بأن الثورات لا تجلب إلا القتل والدمار، فجاء الرد من أبناء الثورة السورية بأن الثورات لا تصنع سوى المجد والكرامة، وأنّ ثبات الشعوب على مواقفها لن تؤدّي إلّا لانتزاع الحرية رغما عن إرادة المستبدين.
اليوم تطالعنا الذكرى الحادية عشرة لانطلاق ثورة شعبنا، ليعيد الشعب السوري سيرته الأولى مستذكرا رموزا ضحّوا بحريتهم وأرواحهم لأجل أن يكون الجيل القادم حرّا، فمن الطفل حمزة الخطيب في درعا إلى غياث مطر في داريا وطراد الزهوري وعبد الباسط ساروت في حمص، من قاشوش حماة إلى معاذ الركاض في دير الزور، من ثوار عامودا في القامشلي إلى الرقة وحلب وإدلب واللاذقية، ومن السويداء إلى بانياس وعموم مدن سوريا، ثمة بطولات وقصص ستروى لأجيال قادمة.
اليوم نحتفل جميعا بالذكرى الحادية عشرة لانطلاق الثورة السورية العظيمة، لنؤكد أنّ ما دمره بشار الأسد خلال حربه الطاحنة سنعيد بناءه حجرا حجرا، سنعيد بناء الوطن والإنسان في ظروف أفضل من تلك التي عشناها تحت حكم البعث وأزلامه.
إننا في الحكومة السورية المؤقتة لا نهنئ الشعب السوري بثورته وصموده فحسب، بل نؤكّد أننا -رئاسة ووزراء- ليس بمقدورنا فعل المعجزات منفردين، لكننا نفتح الأبواب مشرعة أمام الخبرات والكفاءات من أكاديميين ومهنيين وصناعيين وحرفيين، نفتح الأبواب مشرعة أمام كل شرائح المجتمع ليكونوا هم قادة التغيير والشركاء في بناء الوطن وصناعة المعجزات.
في الذكرى الحادية عشرة للثورة السورية أبارك للمرأة التي أنجبت أبطالا وعلّمتهم كيف تكون التضحية في سبيل الوطن، أبارك للمرأة التي ساهمت يدا بيد مع الرجل لتخليص وطننا من الاستبداد، فمنهن المعتقلات والناجيات والشهيدات وأمهات وأخوات وزوجات وبنات الشهداء والمعتقلين والمغيبين قسريا، ومنهن السياسيات والأكاديميات والمهنيات، ومنهن ربات المنازل اللواتي كنّ الأساس في تنشئة جيل يفاخر به العالم.
في الذكرى الحادية عشرة لانطلاق الثورة السورية، أهنئ السوريين الذين صنعوا مجدهم بأيديهم، أكاديميين ومعنيين وصناعيين وتجاريين وطلابا وكافة شرائح المجتمع.
ولا شك أن التهنئة الكبرى للصحفيين والإعلاميين والباحثين في مراكز الدراسات الذين كان لهم الدور الأكبر في فضح ممارسات الأسد وتصدير معاناة السوريين إلى العالم، فكانوا أحد أهم أدوات صناعة الرأي العام وإكساب الثورة السورية الشرعية الشعبية وتقويض شرعية الأسد.
ثورة مباركة وكل عام وأنتم بخير
للاطلاع على المقال المنشور أضغط هنا
الدائرة الإعلامية في الحكومة السورية المؤقتة