أتمت ثورة الحرية والكرامة عقداً كاملاً من العز والتضحية والفخار، وقف شعبنا البطل نساءً ورجالاً في كل لحظة منها في وجه الاستبداد والديكتاتورية وفي وجه أجهزة الأمن القذرة وعهرها وفي وجه مليشيات الأسد المتعددة حتى كسرها وفي وجه المليشيات الطائفية متعددة الجنسيات والحرس الثوري الإيراني حتى أذلها، ومن ثم في وجه القوى الإرهابية المتعددة وفي وجه روسيا وقوتها العظمى بعزيمة لا تلين، وما زال هذا الشعب الأصيل يثبت للعالم بأسره صديقه وعدوه ثباته على تحقيق آماله كثبات أصوله العريقة عبر التاريخ الإنساني وكرسوخ حضارته في صدر الحضارات البشرية.
أيها السوريون، يا أحرار العالم:
قبل عشر سنوات أطلق أبناء هذا الشعب عبر مظاهراته السلمية العفوية شعاراته التي كانت محط أنظار العالم بإبداعها وفنونها، وأطلقت الحناجر أهازيجاً ترسخت في العقول والضمائر طلباً للحرية والخلاص من الاستبداد والديكتاتورية والنظام البوليسي الذي سلب المواطنين السوريين على مختلف فئاتهم وأطيافهم حقوقهم وحرياتهم واستحكم بمصير هذا الوطن عبر عصابة دموية مجرمة.
واتخذ المجرمون قرارهم المخطط له سابقاً بإبادة هذا الشعب بكافة الطرق وبمختلف صنوف الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً، فابتكروا أساليباً في القتل والتعذيب لم تعرف البشرية مثالاً لها في محاولة قمع الثورة العظيمة.
لقد أبى شعبنا العظيم الاستسلام لآلة الحرب والموت للنظام وحلفائه ووقف في وجههم بصدور عارية لشهور طويلة وبإمكانات عسكرية متواضعة في أتون النضال العسكري مصمماً على نيل حريته وكرامته مهما كان الثمن.
ومع كل أسف فعلى الرغم من كل التضحيات التي قدمها الشعب السوري ومن الانتهاكات المرعبة والجسيمة والممنهجة لكل من الشرعة الدولية لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، إلا أن المجتمع الدولي وقف صامتاً
متجاهلاً لكل تلك الجرائم وقدم للشعب السوري المذبوح موقفاً خجولاً سيسجله التاريخ كعار للإنسانية والحضارة والأسرة الدولية.
أيها السوريون الأحرار في الوطن السوري وفي أنحاء العالم:
نجدد العهد في الحكومة السورية المؤقتة في هذه الذكرى العاشرة على الاستمرار في طريق الشهداء والأحرار لإسقاط النظام المجرم بكامل أركانه واسترداد الدولة السورية وتحرير الوطن من كل القوى الإرهابية والمليشيات الطائفية الأخرى، وأن نستمر بالنضال معاً لتحقيق مطالب الشعب السوري عبر مرحلة انتقالية حقيقية، تقودها هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، تعمل على تحقيق متطلبات العدالة عبر محاسبة المجرمين وجبر ضرر الضحايا وكشف الحقائق وإصلاح المؤسسات وتطهيرها سعياً لعودة المهجرين عودة طوعية آمنة، وإعادة بناء الهوية الوطنية الجامعة في دولة مدنية ديمقراطية.
الرحمة لشهداء سوريا الأبطال والشفاء العاجل للجرحى والمصابين والحرية للمعتقلين والخزي والعار على المجرمين وأعوانهم.
الحكومة السورية المؤقتة
للاطلاع على البيان أضغط هنا
الدائرة الإعلامية في الحكومة السورية المؤقتة