بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة للثورة السورية العظيمة
منذ سنوات تسع ماضية أشعل أبناء شعبنا السوري الأصيل ثورة الحرية والكرامة، هذا الشعب الذي تمتد جذوره ضاربة في عمق التاريخ الإنساني وحضارته لعشرة آلاف عام قبل الميلاد بل وكان هذا الشعب العظيم منطلقها ومحط رسالاتها.
مع بداية هذه الثورة المباركة صدحت حناجر أبناء شعبنا عبر مظاهرات سلمية مدنية راقية أبهرت الدنيا قاطبة بفنونها وسلميتها وإبداعاتها مطالبين بالحرية والخلاص من المنظومة الإجرامية المستبدة الجاثمة على صدور المواطنين والسالبة لحقوقهم وحرياتهم ولقرار الوطن ومصيره.
ومنذ ذلك اليوم وحتى اللحظة وجد الشعب السوري نفسه مضطراً لخوض حرب قذرة ودامية في مواجهة حرب إبادة اختارها وأعلنها نظام الأسد وميليشياته وأجهزته الأمنية، وكان صمود الشعب أسطوريا أمام آلة القتل العسكرية بكافة أصنافها، فانتصر شعبنا في مواجهته تلك وقطع أيدي الحشود البربرية بما تضم من مليشيات طائفية متعددة الجنسيات.
ومن ثم واجه شعبنا البطل بكل عزيمة وإصرار المشاريع السوداء التي استغلت الظروف وأطلت برأسها بتواطؤ مع نظام الأسد، وقدم في سبيل ثورته أعز ما يمكن لشعب أن يقدم، ليخوض أخيراً مواجهة غير متكافئة وحيداً وسط التخاذل الدولي والصمت العالمي أمام قوات الاحتلال الروسي التي استقدمها نظام الأسد بعد هزيمته أمام الثوار.
ووقف شعبنا شامخاً أمام كل ما صبت عليه آلة العدوان الروسي العسكرية المتطورة جواً وبراً وبحراً، وها هو حتى اللحظة يعاني الويلات جراء القصف والقتل والتهجير وصعوبات الحياة في داخل الوطن ودول الشتات دون أن يرفع راية الاستسلام التي ينتظرها الأعداء أو يعلن التراجع عن ثورته وخياراته.
في الذكرى التاسعة لثورتنا المباركة يجدد شعبنا تمسكه بشرعية ثورته وإيمانه بمبادئها، ويستذكر دماء شهدائنا الأبطال التي روت هذه الأرض وآهات المعتقلين وعذاباتهم ومعاناة الجرحى والمهجرين في العراء ويأمل بغد قريب قادم بإذن الله يحمل معه ميعادا منظورا لاستعادة الوطن ونيل الحرية، وإعلان ولادة جمهورية سورية جديدة تقوم على المواطنة والعدالة وسيادة القانون حيث لا مكان فيها لمجرمي الحرب وقوات الاحتلال الروسي والايراني والمليشيات الظلامية.