في اليوم العالمي للاجئين الذي تخصصه الأمم المتحدة في 20 حزيران من كل عام لتسليط الضوء على معاناة المقهورين من شعوب الأرض الذين أجبرتهم الظروف على ترك أوطانهم، نستذكر بكل ألم مأساة الشعب السوري الذي ما زال يعيش تجربة اللجوء المريرة، وكان آخر فصولها فاجعة غرق القارب منذ أيام قليلة قبالة السواحل اليونانية مما أودى بحياة المئات ممن كانوا على متنه، معظمهم سوريون.
على مدار أكثر من اثني عشر عاماً ما تزال قصة اللجوء السوري تتصدر قائمة الشعوب من حيث أعداد اللاجئين، ففي أحدث تقرير لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تجاوز عدد السوريين في دول اللجوء أعتاب 6.5 مليون في حصيلة هي ألأعلى على مستوى العالم.
وفي هذه المناسبة نشكر الدول التي احترمت التزاماتها تجاه السوريين المقيمين على أراضيها وتعاملت معهم بإنسانية تعبر عن قيمها الحضارية، ونخص بالذكر الجمهورية التركية حكومة وشعباً، كما ندعو في ذات الوقت باقي الدول إلى وقف الانتهاكات المرتكبة بحق السوريين والحد من خطاب الكراهية والعنصرية تجاههم احتراماً لالتزاماتها المقررة بموجب الاتفاقيات والمواثيق الدولية كالاتفاقية الخاصة باللاجئين لعام 1951، وهو ما يفرض أيضاً على الأمم المتحدة ومؤسساتها وخاصة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين واجب التدخل لحمايتهم، ومنع الإعادة القسرية، وتقديم المساعدة اللازمة لهم، ووضع تلك الدول أمام مسؤولياتها تجاههم وفقاً لمبادئ القانون الدولي.
ونؤكد أن جميع المبادرات الساعية إلى إعادة اللاجئين مصيرها الفشل المؤكد، فطالما بقي النظام المجرم لن تتوقف الملاحقات الأمنية والاعتقال والاختفاء القسري والتعذيب حتى الموت، فضلاً عن الحالة الإنسانية المتردية والانهيار الاقتصادي الذي تمر به البلاد منذ سنوات.
ومن هنا، فلا بد من بذل المساعي الجادة لتحقيق الانتقال السياسي في سوريا وفقا لمقررات الشرعية الدولية ولاسيما بيان جنيف1 وقرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015، وتهيئة الظروف المناسبة للعودة الآمنة والكريمة والطوعية للاجئين والمهجرين وأهمها حل الأجهزة الأمنية التي تعد مصدر تهديد حقيقي للسوريين، ورد الممتلكات التي جرى استيلاء عليها، وعند تحقيق تلك المطالب المشروعة سيعود السوريون إلى ربوع البلاد للمشاركة في عملية البناء والتنمية.
الحكومة السورية المؤقتة
للاطلاع على البيان أضغط هنا
الدائرة الإعلامية في الحكومة السورية المؤقتة