نظمت هيئة العلاقات الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة ورشة عمل حول التعافي المبكر في جامعة حلب الحرة بمدينة أعزاز وتأتي هذه الورشة بتوجيه من رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى.
وحضر الورشة كل من وزير الداخلية العميد محي الدين هرموش، ووزير الإدارة المحلية والخدمات المهندس محمد سعيد سليمان، ووزير المالية والاقتصاد الدكتور عبد الحكيم المصري، كما شارك في الورشة مدير جامعة حلب الحرة الدكتور أحمد بكار إلى جانب عمداء كليات الحقوق الدكتور عبد القادر الشيخ وعميد كلية العلوم السياسة الدكتور أحمد أسامة النجار، والدكتور محمد رشيد من كلية العلوم السياسية، ومعاون وزير الادارة المحلية والخدمات الأستاذ عبد الغني شوبك، وعدد من الخبراء وممثلي مراكز الأبحاث والدراسات، كما شارك عن طريق الزوم الأستاذ مالك العبدة من لندن.
وتحدث وزير الداخلية العميد محي الدين هرموش خلال الورشة عن قلقه من احتمال استيلاء النظام السوري على صندوق التعافي المبكر وإدارته وفق مصالحه الخاصة، وأشار إلى أن هذا الأمر سيلحق ضررًا كبيرًا بالمناطق المحررة، ويمنع تحقيق الاستفادة المثلى من الصندوق بما يخدم الأهالي في الشمال السوري.
وقال وزير الإدارة المحلية والخدمات المهندس محمد سعيد سليمان: "أن النظام السوري اعتاد دائمًا على تسخير الأمور كافة لمصالحه الخاصة، مستدلًا على ذلك بتعامل النظام مع الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة، وكذلك مع أزمة كورونا. وأوضح أن النظام حصل على الحصة الأكبر من المساعدات الدولية، رغم أن المناطق المحررة كانت الأكثر تضررًا من هذه الكوارث، ما يؤكد على سياسة التمييز والتجاهل المتعمد من قبل الجميع تجاه المناطق المحررة".
وتحدث أيضاً وزير المالية والاقتصاد الدكتور عبد الحكيم المصري مشيراً إلى أن الحكومة السورية المؤقتة دعت لعقد الورشة لمناقشة مشروع التعافي المبكر مع مختصين ومراكز دراسات. وأوضح أن هناك تخوفًا بين المشاركين من هذا المشروع، خاصةً وأنه تم الإعلان عنه من دمشق، ما يثير قلقًا بشأن إمكانية استغلاله لتطبيع العلاقات مع النظام السوري، وتعويمه سياسيًا واقتصاديًا. وأكد الدكتور المصري ضرورة ربط هذه المشاريع بالحل السياسي، وضمان توزيع الدعم والموارد وفق عدد السكان وليس المساحة، حيث يحصل النظام حاليًا على نسبة كبيرة من الموارد بحكم المساحة. كما شدد على ضرورة أن يكون التنفيذ عن طريق الحكومة المؤقتة وليس عبر منظمات مرتبطة بدمشق، مع إنشاء مكتب مستقل في تركيا قريب من المناطق المحررة.
واعتبر الدكتور محمد رشيد الباحث في الشؤون السياسية، أن هذه الورشة تمثل خطوة أولية هامة نحو سلسلة من الورشات المقبلة التي ستتناول جوانب مختلفة من التعافي المبكر، مثل المجالات الصحية، والتعليمية، والسياسية، والمالية، وأكد أن هناك توافقًا كبيرًا بين المشاركين حول أهمية الاستعداد الجاد لهذه المرحلة الجديدة.
وأدار الورشة رئيس هيئة العلاقات الخارجية والتعاون الدولي الأستاذ ياسر الحجي، حيث شرح فيها مشروع التعافي المبكر، وناقش مع الحضور طرق الاستفادة من المشروع، وأبرز إيجابيات وسلبياته على المناطق المحررة. وأكد على ضرورة الخروج بتوصيات تقدم للحكومة المؤقتة لضمان تعاون وتضافر الجهود للوصول إلى حلول عملية تخدم هذه المناطق مشيرًا إلى أن هذه المرحلة تتطلب إعدادًا دقيقًا ومخططًا لتحقيق النتائج المرجوة.
وفي ختام ورشة العمل أكد الجميع على أهمية الورشة وضرورة عقد المزيد من الورشات المختصة بالتعافي المبكر.
دائرة الإعلام في الحكومة السورية المؤقتة